يعودُ تاريخ أول شركة مساهمة في المملكة العربية السعودية إلى عام 1935، حينما طرحت الشركة العربية للسيارات ” Automobile Arabian “ أسهمها كأول شركة مساهمة برأس مال بلغ 12 مليون ريال، وعدد اسهم قدره 26 الف سهم. إلا أن هذه الشركة لم تستمر طويلاً.
وامضى السوق بعدها ما يصل إلى 20 عامًا قبل أن تطرح أول شركة مساهمة وهي شركة اسمنت العربية التي ما زالت مستمرة في التداول إلى اليوم والتي طُرحت في عام 1954 وبهذا يمكن التأريخ للشركات المساهمة ولبداية تداول الأسهم في السعودية من هذا العام
الشركة الثانية التي تم طرحها بعد شركة اسمنت العربية هي شركة الاسمنت السعودية وتم انشاؤها في آواخر نوفمبر 1955 ثم تلاها بنك الرياض كشركة مساهمة في عام 1957.
تلاهما شركات كهرباء المناطق وعددها ثلاث شركات ( الوسطى والشرقية والغربية ) وتمّ طرحها في عام 1960 – في 5 أبريل 2000 تم دمج جميع شركات الكهرباء وعددها أربع في المناطق الوسطى والغربية والشرقية والجنوبية، إضافة للشركات العشر الصغيرة العاملة في الحدود الشمالية في شركة مساهمة واحدة
في خلال الفترة 1960 – 1970 طُرحت ثلاث شركات مساهمة فقط وكان أولها شركة أسمنت اليمامة التي طُرحت للأكتتاب في 22 اغسطس 1961 ولم يزد عدد الشركات المساهمة بنهاية 1970 عن ثماني شركات بلغ اجمالي راس مالها حوالي 315 مليون ريال.
أما الفترة 1970 – 1980 وهي فترة الطفرة النفطية الأولى في المملكة فقد شهدت توسعًا كبيرًا في عدد الشركات المساهمة حيث طُرحت 6 شركات في منتصف العقد الأول تلاها 19 شركة مساهمة جديدة في النصف الثاني خلال الاعوام 1976- 1980.
يعود السبب لكبر حجم الطرح بجانب طفرة أسعار النفط الأولى إلى قيام الحكومة ومع دخول خطط التنمية الثانية حيز التنفيذ في 1976 بتشجيع سعودة فروع البنوك الاجنبية في سوق المملكة وتحول هذه البنوك إلى شركات مساهمة بمشاركة مواطنين سعوديين
حيث أثمرت هذه السياسة عن تحول سبعة بنوك أجنبية إلى شركات مساهمة سعودية، تم طرحها في الاكتتاب العام والبنوك هي السعودي الفرنسي، السعودي للاستثمار، بنك الجزيرة، البنك السعودي البريطاني ( ساب )، السعودي الهولندي، العربي الوطني وبنك سامبا.
ومما ساعد على كثرة الطرح خلال الفترة 1976 – 1980 أن الحكومة السعودية أصرّت على طرح الاسهم بأسعارها الاسمية التي تقل كثيرً عن قيمتها الفعلية في السوق وهو ما أدى إلى الأقبال الكبير على شراء أسهم تلك الشركات المطروحة ( الدخيل، 2010 )
وكان المتعارف عليه ولعدم وجود سوق رسمية للتداول أنّ من يصدر الاسهم ويوزعها يدوياً على المكتتبين هي الشركة المطروحة للأكتتاب نفسها في حين أن تبادل وبيع الشراء الاسهم كان يتم عن طريق وسطاء ( سماسرة) غير مرخصة.
وكان السوق إلى ما قبل ديسمبر 1984 خالياً من أي نظم تحكمه وكان معدل التداول ضعيفًا جدًا ولم يتجاوز خلال خلال العامين 1984 – 1985 على سبيل المثال ما نسبته 1% من قيمة الاسهم المصدرة فعلاً نظرًا لعدم وجود آلية منظمة للتداول
في الفترة 1981 – 1986 طُرحت 15 شركة مساهمة ومن أهمها شركة سابك التي تم طرحها للتداول في عام 1985 والجدير بالذكر بأنها تأسست في عام 1976.
في 23 فبراير من عام 1985 كان يوم الانطلاق الأول لسوق الاسهم السعودية رسميا وكان عدد قطاعات السوق أربعة قطاعات وعدد شركات 48 شركة وتم اعطاء المؤشر وزنًا نسبياً بحسب كل قطاع ليبدأ عند 100 نقطة وكان مسمى المؤشر العام ” NCEFI ” الذي يطلق عليه الآن ( TASI).
القيمة الاسمية وقتها كانت ١٠٠ ريال، وكانت وحدة تغير السعر ريال كامل من عام 1984 حتى عام 1998 حين تغيرت إلى ربع ريال!
وصدّق أو لا تصدق إنها رجعت إلى ريال قبل انهيار الأسهم بشهر عام ٢٠٠٦!
وبعد شهرين أعيدت مرة أخرى إلى ربع ريال!
وفي عام ٢٠٠٨ جاءتنا الفئات العجيبة الحالية!
قرأت بأن جاكو حينها سمحت بأقساط القيمة الأسمية 100 ريال لعدم حاجتها لكامل رأس المال وعندما تراكمت الديون طالبت الشركة المساهمين بأن يدفعوا باقي قيمة السهم !!